نبأ عضو جديد
عدد المشاركات : 21 تاريخ التسجيل : 10/01/2018
| موضوع: السلالة القلاوونية السبت يناير 13, 2018 6:05 am | |
| قيام السُلالة القلاوونيَّة
السلطنة المملوكيَّة عند انتقال الأمر إلى السُلالة القلاوونيَّة مع تربُّع الأمير قلاوون الألفي على عرش الدولة.
لم يعش بيبرس طويلًا بعد حملته على بلاد الأناضول، إذ تُوفي في دمشق يوم الخميس 27 مُحرَّم 676هـ المُوافق فيه 29 حُزيران (يونيو) 1277م.[rtl][100][/rtl] وكان قد أوصى بِولاية العهد إلى ابنه البكر السعيد بركة، مُتحديًا بِذلك طبيعة المماليك ونظامهم، وجعل الأُمراء يُقسمون يمين الطاعة لِذلك الأمير ظنًا منه أنَّ هذا كفيل بأن يجعل الأُمور تستتب على الوجه الذي يُريده بعد وفاته. لكن بعد وفاة بيبرس بِفترةٍ قصيرة، أخذ أُمراء المماليك يُسببون المتاعب لِلسُلطان الجديد في مصر والشَّام جميعًا، لِعدم إيمانهم بِمبدأ الوراثة في الحُكم، فضيَّقوا عليه الخناق وأزعجوه حتَّى اضطرَّ إلى التنازل عن السلطنة سنة 678هـ المُوافقة لِسنة 1279م، ولم يكن قد مضى على قيامه في منصب السلطنة عامان.[rtl][101][/rtl] عُرضت السلطنة عندئذٍ على أقوى الأُمراء - وهو الأمير قلاوون الألفي - ولكنَّهُ كان يُدرك أنَّ الأُمور لم تنضج بعد نُضجًا كافيًا، فتظاهر بِالزُهد ورفض المنصب قائلًا أنهُ لا يشتهيه وأنَّ خلعه السعيد بركة كان حرصًا على نظام الدولة وحفظًا لها، والأولى أن لا يخرج الأمر من ذُريَّة بيبرس.[rtl][102][/rtl] وهكذا اختير الابن الثاني لِبيبرس - وهو الأمير بدرُ الدين سُلامش - سُلطانًا سنة 678هـ المُوافقة لِسنة 12799م، في حين أصبح الأمير قلاوون أتابكًا لِلسُلطان الجديد - أي وصيًّا عليه. وبِهذه الطريقة حقَّق قلاوون غرضه لِأنَّ السُلطان الجديد كان في السابعة من عُمره، فاستغلَّ قلاوون وصايتهه لِلاستئثار بِالسُلطة والتخلُّص من المماليك الظاهريَّة (مماليك الظاهر بيبرس). وعندما اطمأنَّ قلاوون تمامًا إلى أنَّ الأُمورر غدت مُهيأة لاعتلائه منصب السلطنة أعلن أنَّهُ لا فائدة من بقاء ذلك الصبيّ الصغير على العرش، فعزله قبل أن يمضي عليه في السلطنة ثلاثة أشهر، وحلَّ محلُّه.[rtl][103][/rtl] وبِتولِّي الأمير قلاوون العرش المملوكي، قامت السُلالة القلاوونيَّة التيي استطاعت أن تحتفظ بِمنصب السلطنة في ذُريَّة هذا الرجُل مُدَّة أربت عن قرن، فكانت بِلك مثلًا فريدًا في دولة المماليك، إذذ شذَّت عن قاعدة عدم توريث المُلك التي آمن بها المماليك. هذا إلى أنَّ العصر الذي حكمت فيه أُسرة قلاوون يُمثِّلُ عصر الازدهار في الدولة المملوكيَّة، إذ ظهرت في ذلك العصر جميع مُميزات تلك الدولة، واكتملت فيه معالمها مثلما ازدهرت حضارتها، وذلك بعد أن انتهى الدور التأسيسي الذي نهض به السُلطان الظاهر بيبرس. ومن أسباب ثبات مُلك هذه السُلالة أنَّ قلاوون أرسى هيبة بيته في النُفُوس، وأحاط اسمه واسم أُسرته بِهالةٍ من المجد والعظمة، جعلت المُعاصرين يتمسَّكون بِأبناءه وأحفاده من بعده، ويرون في بيت قلاوون رمزًا لِلقُوَّة والعظمة والاستقرار في الداخل والأمن في الخارج. وكان قلاوون نفسه على قدرٍ من الذكاء وبُعد النظر في شُؤون الحرب والسلم والسياسة والدبلوماسيَّة، ووصفه المُؤرخون الذين عاصروه بِأنَّهُ كان إنسانًا حليمًا عفيفًا في سفك الدماء مُقتصدًا في العقاب، كارهًا لِلأذى، وأنَّهُ كان رجُلًا مهيبًا شُجاعًا.[rtl][104][/rtl] | |
|